للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَفِي النّصْف من جُمَادَى الْآخِرَة أغار شمس الدولة أَخُو السُّلْطَان بالصعيد على العربان ثمَّ دخل الْقَاهِرَة فِي عَاشر شهر رَمَضَان

وَفِي الثَّالِث وَالْعِشْرين من جمادي الْآخِرَة توفّي القَاضِي الْمُوفق أَبُو الْحجَّاج يُوسُف بن الْخلال وَكَانَ من الأماثل الأفاضل وَلم يزل صَاحب ديوَان الْإِنْشَاء إِلَى أَن كبر وَكَانَ الْأَجَل الْفَاضِل يُوصل إِلَيْهِ كل مَا كَانَ لَهُ وَقَامَ بِهِ مُدَّة حَيَاته يكرم عَهده ويكفله

وَقَالَ فِي الخريدة هُوَ نَاظر ديوَان مصر وإنسان ناظره وجامع مفاخره وَكَانَ إِلَيْهِ الْإِنْشَاء وَله قُوَّة على الترسل يكْتب مَا يَشَاء عَاشَ كثيرا وعطل فِي آخر عمره وأضر وَلزِمَ بَيته إِلَى أَن تعوض مِنْهُ الْقَبْر وَمن شعره

(يَا أَخا الْغرَّة حسب الدَّهْر من ... عظة الْمَغْرُور مَا أصبح يُبْدِي)

(تُؤثر الدُّنْيَا فَهَل نلْت بهَا ... لَحْظَة تخلص من همّ وكدِّ)

قلت وَذكر ضِيَاء الدّين أَبُو الْفَتْح نصر الله بن مُحَمَّد الْمَعْرُوف بِابْن الْأَثِير الْجَزرِي فِي أول كِتَابه الْمُسَمّى بالوشي المرقوم فِي حل المنظوم قَالَ حَدثنِي عبد الرَّحِيم بن عَليّ البيساني رَحمَه الله تَعَالَى بِمَدِينَة دمشق فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَخمْس مئة قَالَ كَانَ فن الْكِتَابَة بِمصْر فِي زمن يَعْنِي بني عبيد غضا طريا وَكَانَ لَا يَخْلُو ديوَان المكاتبات من رَأس يرأس مَكَانا وبيانا وَيُقِيم لسلطانه بقلمه سُلْطَانا وَكَانَ من الْعَادة أَن كلا من أَرْبَاب

<<  <  ج: ص:  >  >>