للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيهَا طلب شمس الدولة من أَخِيه السُّلْطَان ربع الْكَامِل بِالْقَاهِرَةِ وازداد على إقطاعه بوش وأعمال الجيزة وسمنود وَغَيرهَا

قلت وَقد وقفت على كتاب فاضلي وصف فِيهِ غزَاة غَزَاهَا صَلَاح الدّين رَحمَه الله تَعَالَى فِي زمَان وزارته وَكَانَ الْكتاب إِلَى مَدِينَة قوص وأظن هَذِه الْغُزَاة هِيَ الَّتِي أَشَارَ إِلَيْهَا الْعِمَاد فِي اثناء كَلَامه السَّابِق أوّل الْكتاب {فانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وفَضْلٍ لَمْ يمسسهم سُوءُ وَاتَّبَعُوا رِضْوَان اللهِ واللهِ ذُو فَضْلٍ عَظِيم}

وَفِيه توجهنا من بركَة الْجب يَوْم الْخَمِيس الْخَامِس عشر من ربيع الأول ووصلنا بتاريخ السَّابِع وَالْعِشْرين من الشَّهْر الْمَذْكُور والعساكر بالسهل والوعر منتظمة والهمم على السهل والصّعب مزدحمة وجنود الله فِي الأَرْض المُعْلمة قد أيّدتها جنود السَّمَاء المسوّمة وصابحنا الديّر يَوْم الْأَرْبَعَاء بِقِتَال جعل كلّ من فِي حصن الدّير رَاهِبًا ونصبنا عَلَيْهِ منجنيقا لَا يزَال بشهاب الْقَذْف ضَارِبًا فَلَمَّا تَعَالَى النَّهَار ملكنا ربضه وأطلقنا فِيهِ النيرَان ورملنا الرِّجَال بِالدَّمِ وأرملنا النسوان وزحفنا إِلَى أبراجه وَهِي أبراج قد استعدت للبلاء جلبابا فَجعلنَا لكلّ وَاحِد جورة مُفْردَة وبابا

<<  <  ج: ص:  >  >>