للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقد ذكر الْعِمَاد الْكَاتِب فِي سيرة السلجوقية الْأَمِير نجم الدّين وقرظة وَأثْنى عَلَيْهِ وَذكر من دينه وعفته ووفور أَمَانَته وَكَثْرَة خَيره أَشْيَاء حَسَنَة وَحكى قَضِيَّة عمّه الْعَزِيز حِين حبس عِنْده بقلعة تكريت من جِهَة الْوَزير الدركزيني وَأمره بقتْله فَأبى نجم الدّين إِلَى أَن قَتله بهروز بِنَفسِهِ بِأَمْر الدركزيني

ثمَّ إِن السُّلْطَان مسعوداً حشد وَخرج فِي أَخذ السلطنة وطمع هُوَ وأتابك زنكي بن آق سنقر فِي بَغْدَاد وجردا عسكراً ضخما وسارا إِلَى تكريت طامعين فِي بَغْدَاد واتصل هَذَا الْخَبَر بقراجه السّاقي وَهُوَ أتابك ابْن السُّلْطَان مَحْمُود فَجرد ألف فَارس للقاء زنكي ثمَّ أردفهم بعسكر ضخم فَانْهَزَمَ زنكي وقُتل جمَاعَة من أَصْحَابه وَنهب جَمِيع مَا كَانَ فِي عسكره ولجأ إِلَى سور تكريت وَبِه عدَّة جراحات وَعلم مَكَانَهُ الْأَمِير نجم الدّين وَأَخُوهُ شيركوه فمتحاه إِلَى القلعة بحبال وداويا جراحاته وخدماه أحسن خدمَة وتقربا إِلَيْهِ فَأَقَامَ عِنْدهمَا بتكريت خَمْسَة عشر يَوْمًا ثمَّ سَار إِلَى الْموصل وأعوزه الظّهْر فأعطياه جَمِيع مَا كَانَ عِنْدهمَا من الظّهْر حَتَّى إنَّهُمَا أعطياه جملَة من الْبَقر حمل عَلَيْهَا مَا سلم مَعَه من امتعته فَكَانَ زنكي يرى لأيوب هَذِه الْيَد وَيعرف لَهُ هَذِه الصنيعة ويواصله بالهدايا والألطاف مُدَّة مُقامه فِي تكريت فَلَمَّا انْفَصل عَنْهَا على

<<  <  ج: ص:  >  >>