للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الاحترام ووفّر لَهُ حَظّ التبجيل والإعظام

ونفذت الْكتب بالأمثلة الْفَاضِلِيَّةِ إِلَى مصر بِهَذَا الْفَتْح والنصر وَفِي بَعْضهَا يَوْم وصولنا إِلَى بصرى وَقَبله وفدت وَهَاجَرت وتزاحمت وتكاثرت وتوافت الْأُمَرَاء والأجناد والأتراك والأكراد والعربان وراجل الْأَعْمَال وأعيان الرِّجَال وَورد كتاب من دمشق بعد كتاب وكلٌّ مخبر وذاكر وَهُوَ غَائِب بكتابه حَاضر يذكر أَن الْبِلَاد مُمكنَة القياد مذعنة إِلَى المُرَاد وأمّا الفرنج خذلهم الله تَعَالَى فَإنَّا فِي هَذِه السفرة الْمُبَارَكَة نزلنَا فِي بِلَادهمْ نزُول المتحكم وأقمنا بهَا إِقَامَة الْحَاضِر المتخيم وأدلجنا وعيونهم متناومة وجزنا وأنوفهم راغمة ووطئنا ورقابهم صغر ومررنا وعيشهم مر وَالله يزيدهم ذلاً وَيجْعَل عَدَاوَة الْإِسْلَام فِي صُدُورهمْ غِلاًّ وَفِي أَعْنَاقهم غُلاًّ

وَفِي كتاب آخر وَكَانَ رحيلنا من بصرى يَوْم الْأَرْبَعَاء الرَّابِع وَالْعِشْرين من ربيع الأول وَقد توجه صَاحبهَا من بَين أَيْدِينَا قَائِما بِشُرُوط الْخدمَة ولوازمها ثمَّ لَقينَا الْأَجَل نَاصِر الدّين بن الْمولى أَسد الدّين رَحْمَة الله عَلَيْهِ وأدام نعْمَته والأمير سعد الدّين بن انر فِي السبت السَّابِع وَالْعِشْرين ونزلنا يَوْم الْأَحَد بجسر الْخشب والأجناد الدمشقية إِلَيْنَا متوافية وَالْوُجُوه على أبوابنا مترامية وَلم يتَأَخَّر إِلَّا من أبقى وَجهه وراقب صَاحبه وَمن اعْتقد بالقعود أَنه قد نظر لنَفسِهِ فِي الْعَاقِبَة وَلما كَانَ يَوْم الِاثْنَيْنِ التَّاسِع وَالْعِشْرين من الشَّهْر ركبنَا على خيرة الله تَعَالَى وَعرض دون الدُّخُول عدد من الرِّجَال فدعستهم عساكرنا المنصورة وصدمتهم وعرفتهم كَيفَ يكون

<<  <  ج: ص:  >  >>