للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السُّلْطَان عسكره وقوى بِقُوَّة قلبه قلبه وأمد الله بحزب مَلَائكَته حزبه

وَلما وصل المواصلة إِلَى حلب أطْلقُوا من كَانَ فِي الْأسر من مُلُوك الفرنج مِنْهُم أرناط إبرنس الكرك وجوسلين خَال الْملك وقرّروا مَعَهم أَن يدخلُوا من مساعدتهم فِي الدّرك فَلَمَّا عيّدنا وصل إِلَى السُّلْطَان الْخَبَر بوصولهم إِلَى تلّ السُّلْطَان فعبرْنا العَاصِي عِنْد شَيْزَر ورتّبنا الْعَسْكَر وأعدنا الأثقال إِلَى حماة

ثمَّ وصف الْوَقْعَة إِلَى أَن قَالَ وَركب السُّلْطَان أكتافهم فشل مِئِيِهْم وآلافهم حَتَّى أخرجهم عَن خيامهم وأشْرَقهم بمائهم ووكل بسرادق سيف الدّين غَازِي ومضاربه ابْن أَخِيه فرخشاه وركض وَرَاءه حَتَّى علم أَنه تعدّاه وَوَقع فِي الْأسر جمَاعَة من الْأُمَرَاء المقدمين ثمَّ مَنَّ عَلَيْهِم بِالْخلْعِ بعد أَن نقلهم إِلَى حماة وأطلقهم ثمّ نزل فِي السرادق السيفي فتسلمه بخزائنه ومحاسنه واصطبلاته ومطابخه وَرَواسي عِزّه ورواسخه فَبسط فِي جَمِيع ذَلِك أَيدي الجُود وفرّقها على الْحُضُور وَالشُّهُود وَأبقى مِنْهَا نَصِيبا للرُّسل والوفود وَرَأى فِي بَيت الشّراب بل فِي السّرادق الخاصّ طيوراً من القماري والبلابل والهزار والببغاء فِي الأقفاص فاستدعى أحد الندماء مظفرا الْأَقْرَع فآنسه وَقَالَ خُذْ هَذِه الأقفاص واطلب بهَا الْخَلَاص واذهب بهَا إِلَى سيف الدّين فأوصلها إِلَيْهِ وسلّم منّا عَلَيْهِ وَقل لَهُ عدْ إِلَى اللّعب بِهَذِهِ الطُّيُور فَهِيَ سليمَة لَا توقعك فِي مثل هَذَا الْمَحْذُور

<<  <  ج: ص:  >  >>