للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثمَّ دخلت سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخمْس مئة

قَالَ الْعِمَاد والسّلطان مُقيم بِظَاهِر حلب فَعرف أَهلهَا أنّ العقُوبة أليمة وَالْعَاقبَة وخيمة فَدَخَلُوا من بَاب التذلل ولاذوا بالتوسل وخاطبوا فِي التّفّضل وطلبوا الصُّلح فأجابهم وَعَفا وعفّ وَكفى وكفّ وَأبقى للْملك الصَّالح حلب وأعمالها واستقرى كل عَثْرَة لَهُم وأقالها وَأَرَادَ لَهُ الإعزاز فَرد عَلَيْهِ عزاز

وَقَالَ ابْن شَدَّاد أخرجُوا إِلَيْهِ ابْنة لنُور الدّين صَغِيرَة سَأَلت مِنْهُ عزاز فَوَهَبَهَا إِيَّاهَا

قَالَ ابْن أبي طيّ لما تمّ الصُّلْح وانعقدت الْأَيْمَان عوّل الْملك الصَّالح على مراسلة السُّلْطَان وَطلب عزاز مِنْهُ فَأَشَارَ الْأُمَرَاء عَلَيْهِ بإنفاذ أُخْته وَكَانَت صَغِيرَة فأُخرجت إِلَيْهِ فأكرمها السُّلْطَان إِكْرَاما عَظِيما وَقدم لَهَا أَشْيَاء كَثِيرَة وَأطلق لَهَا قلعة عزاز وَجَمِيع مَا فِيهَا من مَال وَسلَاح وميرة وَغير ذَلِك

وَقَالَ غَيره بعث الْملك الصَّالح أُخْته الخاتون بنت نور الدّين إِلَى صَلَاح الدّين فِي اللَّيْل فَدخلت عَلَيْهِ فَقَامَ قَائِما وقبّل الأَرْض وَبكى على نور الدّين فَسَأَلت أَن يرد عَلَيْهِم أعزاز فَقَالَ سمعا وَطَاعَة فَأَعْطَاهَا إِيَّاهَا وقدّم لَهَا من الْجَوَاهِر والتحف وَالْمَال شَيْئا كثيرا وَاتفقَ مَعَ الْملك الصَّالح أنّ لَهُ من حماة وَمَا فَتحه إِلَى مصر وَأَن يُطلق الْملك الصَّالح أَوْلَاد الداية

<<  <  ج: ص:  >  >>