للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وبالرغم مني أَن أناجيه بالمنى ... وأسأل مَعَ بعد المدى من يُسلم)

(لقد عدمت مِنْك الْبَريَّة والدا ... أحن من الْأُم الرؤوف وأرحم)

(وَلَا سِيمَا إخْوَان صدق بجلق ... همُ فِي سَمَاء الْمجد والجود أنجم)

(نشرت لِوَاء الْعدْل فَوق رؤوسهم ... فَمَا كَانَ فيهم من يضام وَيظْلم)

(لقِيت من الرّحمن عفوا وَرَحْمَة ... كَمَا كنت تَعْفُو مَا حييت وترحم)

قَالَ الْعِمَاد وَجلسَ ابْن أَخِيه ضِيَاء الدّين مَكَانَهُ وَأحسن إحسانه وَأبقى نُوّاب عَمه وأنفذ أَحْكَامه بنافذ حكمه

وَكَانَ الْفَقِيه شرف الدّين أَبُو سعد عبد الله بن أبي عصرون قد هَاجر من حلب إِلَى السُّلْطَان وَقد أنزلهُ عِنْده بِدِمَشْق فِي ظلّ الْإِحْسَان وَهُوَ شيخ مَذْهَب الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ والأقوم بالفتيا وأعرفهم بِمَا تَقْتَضِيه الشَّرِيعَة من أَمر الدّين والدُّنيا وَالسُّلْطَان يُؤثر أَن يفوّض إِلَيْهِ منصب الْقَضَاء وَلَا يرى عزل الضياء فأفضى بسرّ مُرَاده إِلَى الْأَجَل الْفَاضِل وَكَانَ الْفَقِيه ضِيَاء الدّين عِيسَى أَيْضا يتعصب لشيخه فاستشعر الضياء من الْعَزْل وأشير عَلَيْهِ بالاستعفاء فَفعل فأعفى وَبقيت عَلَيْهِ الْوكَالَة الشَّرْعِيَّة عَنهُ فِي بيع الْأَمْلَاك

قَالَ الْعِمَاد وَأول مَا أشتريت مِنْهُ بوكالة السُّلْطَان الأَرْض الَّتِي ببستان بقر الْوَحْش الَّتِي بنيت فِيهَا الْمَوَاضِع من الْحمام والدور والاصطبل والخان وَكنت قد احتكرتها فِي الْأَيَّام النورية فملكتها فِي الْأَيَّام الصلاحية

<<  <  ج: ص:  >  >>