للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(بهَا صَلَاح الدّين يُشكى الَّذِي ... إِلَيْهِ من أَيَّامه يشتكى)

قَالَ ونظمت فِي طَرِيق مصر قصيدة مشتمله على ذكر الْمنَازل بالترتيب وإيراد الْبعيد مِنْهَا والقريب وَاتفقَ أَن السُّلْطَان سير إِلَى مصر الْملك المظفر تَقِيّ الدّين وَكَانَ لايستدعي من شاديه إِلَّا إنشادها فِي نَادِيه ويطرب لسماعها ويعجب بإبداعها وَكَانَ قد فَارق أَهله بِدِمَشْق كَمَا فَارَقت بهَا أَهلِي وَجمع الله بهم بعد ذَلِك شملي وَهِي

(هجرتكم لَا عَن ملال وَلَا غدر ... وَلَكِن لمقْدُور أُتيح منَ الْأَمر)

(وَأعلم أَنِّي مخطيء فِي فراقكم ... وعّذري فِي ذَنبي وذنبي فِي عُذْري)

(أرى نُوباً للدّهر تُحصى وَلَا أرى ... أَشد من الهجران فِي نُوب الدَّهْر)

(بعيني إِلَى لقيا سواكم غشاوةٌ ... وسمعي عنْ نجوْى سواكم لذُو وقر)

(وقلبي وصبري فارقاني لبُعدكم ... فَلَا صَبر فِي قلبِي وَلَا قلب فِي صَدْرِي)

(وَإِنِّي على الْعَهْد الَّذِي تعهدونه ... وسرّي لكم سرّي وجهري لكم جهري)

(تجرعت صرف الهمّ من كأس شوقكم ... وَهَا أَنا فِي صحوي نزيف من السّكر)

(وَإِن زَمَانا لَيْسَ يعْمر موْطني ... بسُكناكمُ فِيهِ فَلَيْسَ من الْعُمر)

(وَأقسم لَو لم يقسم الْبَين بَيْننَا ... جوى الهمّ مَا أمسيت مقتسم الْفِكر)

(أَسِير إِلَى مصر وقلبي أسيركمُ ... ومِنْ عجبٍ أسرِي وقَلبيَ فِي أسر)

(أخلاي قد شط المزار فأرسلوا الخيال ... وزورُوا فِي الْكرَى واربحوا أجري)

(تذكرت أحبابي بجلق بَعْدَمَا ... ترحلت والمشتاق يأنسُ بِالذكر)

(وناديت صبري مستغيثا فَلم يجب ... فأسبلت دمعي للبكاء عَلَى صَبْري)

(ولمّا قصدنا من دمشق غباغبا ... وبتنا من الشوق المُمِضِّ على الْجَمْر)

<<  <  ج: ص:  >  >>