للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ الْعِمَاد وَكَانَ تَقِيّ الدّين غَائِبا عَن هَذِه الْوَقْعَة واشتغل عَنْهَا بغَيْرهَا وَذَلِكَ أَن سُلْطَان الرّوم قليج أرسلان طلب حصن رعبان وَادّعى أَنه من بِلَاده وَإِنَّمَا أَخذه مِنْهُ نور الدّين رَحمَه الله على خلاف مُرَاده وَأَن الْملك الصَّالح وَلَده قد أنعم بِهِ عَلَيْهِ وَرَضي بعوده إِلَيْهِ

فَلم يفعل السُّلْطَان

وَكَانَ هَذَا الْحصن مَعَ ابْن الْمُقدم فَأرْسل قليج أرسلان عسكرا مجمعا فِي عشْرين ألفا لحصار الْحصن فَلَقِيَهُمْ تَقِيّ الدّين وَمَعَهُ سيف الدّين عَليّ المشطوب فِي ألف مقَاتل فَهَزَمَهُمْ

قَالَ وَلم يزل تَقِيّ الدّين يدل بِهَذِهِ النُّصْرَة فَإِنَّهُ هزم بآحاد ألوفا وأرغم بأعداد من الْأَعْدَاء أنوفا

وَقَالَ ابْن أبي طي واتصل بالسلطان أَن قليج أرسلان قد طمع فِي أَخذ رعبان وكيسون فَلَمَّا دخل دمشق وَصله رَسُوله يطلبهما مِنْهُ وَيَدعِي أَن نور الدّين بن زنكي اغتصبهما مِنْهُ وَأَن الْملك الصَّالح قد أنعم عَلَيْهِ بهما

فاغتاظ السُّلْطَان وزبر الرَّسُول وتوعد صَاحبه فَعَاد الرَّسُول وَأخْبر قليج أرسلان فَغَضب وسير عسكرا إِلَى رعبان فحاصرها وَسمع السُّلْطَان فندب تَقِيّ الدّين عمر فِي ثَمَانِي مئة فَارس فَسَار فَلَمَّا قَارب رعبان أَخذ مَعَه جمَاعَة من أَصْحَابه مِقْدَار مئتي فَارس وَتقدم عسكره وَسَار حَتَّى أشرف على عَسْكَر قليج أرسلان لَيْلًا فَرَآهُمْ قد سدوا الفضاء وهم

<<  <  ج: ص:  >  >>