للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

نعم .. إنهم أقوام تلذذوا بالطاعات .. وشتَّان ما بين اللذتين: لذة أهل الطاعات .. ولذة أهل الذنوب والشهوات!

فالأولى: هي اللذة الحقيقية .. ينعم أصحابها بلذاتها في الدنيا والآخرة .. وأما الأخرى: فهي اللذة الكاذبة .. التي عميت بصائر أصحابها عن السعادة الحقيقية!

ومن أخبار الصالحين في هذا: جاء رجل إلى عامر بن عبد قيس، فقال له: كلمني؟ فقال له: أمسك الشمس!

وأعجب من هذا، دخلوا على بعض السلف عند موته، وهو يصلي، فقيل له؟ ! فقال: الآن تُطوى صحيفتي!

فيا من لهوت باللهو .. وهويت مع الهوى .. تأمل في أخبار الصالحين .. فإن فيها جلاء للقلوب .. وحافزًا على فعل الطاعات ..

فاعمر – أيها المذنب – أيامك بالطاعات .. وبادر ساعات العمر .. فما أسرع أن يبغتك الأجل .. وتزورك المنون .. فتتحسر على ساعات الغفلة .. وتندم على أيام اللهو!

النَّاس في غفلةٍ والموتُ يوقِظُهُمْ ... وما يفيقون حتَّى يَنْفَدَ العُمُرُ

يشيِّعونَ أهاليهم بجمعهمُ ... وينظرونَ إلَى مَا فيه قد قُبرُوا

ويرجعونَ إلَى أحلامِ غفلتهم ... كأنهمْ ما رأوْا شيئًا ولا نَظَرُوا

<<  <   >  >>