للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[أيها المذنب! عليك بجهاد نفسك! !]

يا مقهورًا أمام شهوات النفس وهواها .. هل شعرت أن جهادك هواك من أفضل الجهاد؟ !

نعم .. إن المجاهد حقًا؛ هو الذي يجاهد نفسه .. ويردها عن هواها .. ونصره في هذه المعركة من أرفع أنواع النصر!

فما أيسر أن تقاتل عدوك في الظاهر .. ولكن جهادك النفس؛ جهاد شديد الوطيس .. ضروس!

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ألا أخبركم بالمؤمن؟ من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم، والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده، والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب». ... [رواه أحمد وغيره/ السلسلة الصحيحة: ٥٤٩]

أيها المذنب! لا تقفن بك النفس عند شهواتها .. وأنت بين يديها عبدًا .. مسوقًا .. لا تدري أين يذهب بك!

ولكن أدِّبها بأدب الدين .. وسُقها بين يديك راغمة .. إلى ما فيه سعادتها .. وفلاحها ..

قال وهب بن منبه: «الإيمان قائد، والعمل سائق، والنفس بينهما حرون، فإذا قاد القائد، ولم يسق السائق؛ لم يغن ذلك شيئًا، وإذا ساق السائق، ولم يقد القائد؛ لم يغن ذلك شيئًا، فإذا قاد القائد، وساق السائق؛ اتبعته النفس طوعًا وكرهًا، وطاب العمل».

<<  <   >  >>