للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مؤامرة سياسية كان أكبر العاملين فيها الهرمزان وجفينة وكعب الأحبار الذين حقدوا على عمر تدويخه لبلادهم مما هو مفصل في التاريخ وقد اصطنعوا أبا لؤلؤة لتنفيذ غرضهم.

في العقد الفريد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: دخلت على عمر في أيام طعنته وهو مضطجع على وسادة من أدم وعنده جماعة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له رجل: ليس عليك بأس، قال: لئن لم يكن على اليوم ليكونن بعد اليوم، وإن للحياة نصيباً من القلب وإن للموت لكربة وقد كنت أحب أن أنجي نفسي وأنجو منكم وما كنت من أمركم إلا كالغريق يرى الحياة فيرجوها ويخشى أن يموت دونها فهو يركض بيديه ورجليه وأشد من الغريق الذي يرى الجنة والنار وهو مشغول ولقد تركت زهرتكم كما هي ما لبستها فأخلقتها وثمرتكم يانعة في أكمامها ما أكلتها وما جنيت ما جنيت إلا لكم وما تركت ورائي درهماً ما عدا ثلاثين أو أربعين درهماً ثم بكى وبكى الناس معه فقلت: أمير المؤمنين أبشر فوالله لقد مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنك راض ومات أبو بكر وهو عنك راض وإن المسلمين راضون عنك، قال رضي الله عنه: المغرور والله مَن غررتموه أما والله لو أن لي ما بين المشرق والمغرب لافتديت به من هول المطمع.

وفيه عن هشام بن عروة عن أبيه قال: لما طعن عمر قيل له: أمير المؤمنين لو استخلف قال إن تركتكم فقد ترككم من هو خير مني وان استخلفت فقد استخلف عليكم من هو خير مني ولو كان أبو عبيدة بن الجراح حياً لاستخلفته فإن سألني ربي أقلت سمعت نبيك يقول إنه أمين هذه الأمة ولو كان سالم مولى حذيفة حياً لاستخلفته فإن سألني ربي قلت سمعت نبيك يقول إن سالماً يحب الله حباً لو لم يخفه ما عصاه قيل له لو أنك عهدت إلى عبد الله فإنه أهل في دينه وفضله وقديم إسلامه قال: فحسب آل الخطاب أن يحاسب منهم رجل واحد عن أمة محمد ولوددت أني نجوت من هذا الأمر كفافاً لا لي ولا علي ثم قالوا: يا أمير المؤمنين لو عهدت فقال: كنت أجمعت بعد مقالتي لكم أن أولي رجلاً أمركم أرجو أن يحملكم على الحق وأشار إلى علي بن أبي طالب ثم رأيت أن لا أتحملها حياً ولا ميتاً فعليكم بهؤلاء الرهط الذين قال فيهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهم من أهل الجنة وذكر السبعة واستثنى من الشورى سعيد بن زيد وقال عن الستة فليختاروا منهم رجلاً فإذا ولوكم والياً فأحسنوا مؤازرته - أي معاونته -.

<<  <  ج: ص:  >  >>