للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصنهاجيون ثم الحفصيون ثم الإسبان ثم الترك وهم دايات وبشوات وبايات منهم آل بيت مراد باشا ثم إبراهيم الشريف ثم حسين باشا بن علي تركي باني البيت الحسيني واستمرت باقية في عقبه بعد وفاة ابن أخيه علي باشا حتى الآن وعلى عهد محمد الصادق باشا باي نصبت فرنسا حمايتها وتولى بعده أخوه علي باشا باي ثم ابنه محمد الهادي باشا باي ثم محمد الناصر باشا باي ثم محمد الحبيب باشا باي ثم أحمد باشا باي الثاني أيده الله بالسبع المثاني.

[فائدة]

في روح المعاني ما نصه: في بعض كتب الله المنزلة أنا الله ملك الملوك مالك الملك قلوب الملوك ونواصيهم بيدي فإن العباد أطاعوني جعلتهم عليهم رحمة وإن هم عصوني جعلتهم عليهم عقوبة فلا تشتغلوا بسب الملوك ولكن توبوا إليّ أعطفهم عليكم. انتهى. نقل ذلك عند قوله جل جلاله وعز كماله {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٦)}.

[صلة]

اعلم أن في الإسلام الكثير من عظماء الرجال والأمراء اشتهر في التاريخ ذكرهم وعظم أثرهم كخالد بن الوليد فاتح العراق العربي وبعض الشام وأبي عبيدة بن الجراح فاتح الشام وسعد بن أبي وقاص فاتح العراق العجمي وهادم عرش الأكاسرة والأحنف بن قيس فاتح خراسان وعمرو بن العاص فاتح مصر وعبد الله بن سعد فاتح إفريقية ومسلمة بن مخلد موسى بن نصير فاتح الأندلس وأضرابهم في كل جيل إذا علمت ذلك علمت مراتب الناس في الدنيا بنسبة الأعمال وهي تتفاوت بتفاوت الرجال فرب شخص بعيد السمعة عظيم كبير وآخر لا في العير ولا في النفير.

ولم أر أمثال الرجال تفاوتا ... إلى الفضل حتى عد ألف بواحد

بل رب شخص تقوم به الدولة وتسعد الأمة وآخر تهلك به الدولة وتشقى الناس وإنما قامت الدول واتصلت بالشعوب أسباب السعادة بأفذاذ من الرجال مشهورين كبرت نفوسهم أن تخلد إلى الدنايا وترضى بالحقير من الشهوات فطمحت بهم إلى غايات الكمال فنالوا بذلك حياة لا تفنى وغادروا في الوجود آثاراً لن تزول. ولبعضهم آثار حسنة حتى الآن تقدم ذكرها منها جامع عقبة رضي الله عنه بالقيروان.

<<  <  ج: ص:  >  >>