للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

«كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما يسمع» (١).

وفي رواية: «كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما يسمع» (٢).

ولربما ينقل أحدهم الحديث بغير تثبت، فيقول: هذا ما سمعته. ولا أنقل سوى ذلك، وماذا لو كان ما سمعه تهمة زنا لرجل عفيف، أيظل ينقل هذا؟ ومن منا يرضى لنفسه أن يتحدث عنه بمثل هذا؟

٣ - التحدث بالكذب لإضحاك الناس:

عن معاوية - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ويل للذي يحدث فيكذب، ليضحك به القوم، ويل له ويل له» (٣).

واشتهرت - وللأسف - أسماء من وراء هذه المعاصي، وامتلكوا الأموال والقصور، وأدخلوا السرور إلى نفوس الناس بزعمهم، فراقب الناس حركات الممثلين بكل اهتمام، وتلقي الناس هذه البضاعة بالقبول، وتبرير ذلك، بأنه ترويح للنفوس، وإذهاب لبؤسها، وتبديد لعناء الحياة، وما ذاك إلا لأنه موافق لهوى نفوسهم.


(١) رواه مسلم (١/ ١٠) في المقدمة، باب النهي عن الكذب بكل ما سمع، وأبو داود (٤٩٩٢) في الأدب، باب في التشديد في الكذب.
(٢) رواه الحاكم في المستدرك عن أبي هريرة وهو صحيح. أنظر: صحيح الجامع (٤٤٨٠) ..
(٣) حسنه الألباني في صحيح الجامع بهذا اللفظ رقم (١٧٣٦)، وانظر: صحيح الترمذي رقم (١٨٨٥) في الزهد، باب: ما جاء في من تكلم بالكلمة ليضحك الناس.

<<  <   >  >>