للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعزبًا ليس معه ما يعوضه ويرد شهوته، وغريبًا والغريب لا يستحيي في بلد غربته مما يستحي منه بين أصحابه ومعارفه وأهله، ومملوكًا والمملوك أيضًا ليس وازعه كوازع الحر، والمرأة جميلة وذات منصب، وهي سيدته، وقد غاب الرقيب، وهي الداعية له إلى نفسها، والحريصة على ذلك أشد الحرص، وتوعدته إن لم يفعل بالسجن والصغار ومع هذه الدواعي كلها صبر اختيارًا، وإيثارًا لما عند الله، وأين هذا من صبره في الجب على ماليس من كسبه»؟ !

تأمل الشاب في حاله، فقال: الحمد لله الذي رد علي ديني، وأعانني على التوبة! اليوم عرفت أن فتنة الغنى والصحة والشباب كانت لي نقمة فلم أصرفها في الخير حتى لطف الله بي، وردني إليه ردًا جميلاً.

وقفة:

قال الأستاذ مصطفى الرافعي: ومثل الابتلاء كقشر البيضة سجن لما فيها ... تحفظ ما بداخلها حتى يتشكل ويخرج بعد ذلك خلقًا آخر، وكذلك المبتلى يكون ابتلاؤه سجنًا له ويشكل وهو فيه حتى يخرج من الابتلاء وهو خلق آخر.

<<  <   >  >>