للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رد عنهم فإن هجس بالفكر أن القدرة تعجز عن الرد عنهم كان ذلك كفرًا، وإن علم أن القدرة متمكنة من الرد وما ردت وأن الله قد يجيع المؤمنين ويشبع الكفار، ويعافي العصاة ويمرض المتقين، لم يبق إلا التسليم للمالك وإن أمض وأرمض.

وقد ذهب يوسف بن يعقوب عليهما السلام، فبكى يعقوب ثمانين سنة، ثم لم ييأس فلما ذهب ابنه الآخر قال: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا} [يوسف: ٨٣].

وقد دعا موسى -عليه السلام- على فرعون، فأجيب بعد أربعين سنة.

وكان يذبح الأنبياء، ولا ترده القدرة القديمة العظيمة وصلب السحرة، وقطع أيديهم وكم من بلية نزلت بمعظم القدر، فما زاده ذلك إلا تسليمًا ورضى فهناك يبين معنى قوله: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [المائدة: ١١٩].

وههنا يظهر قدر قوة الإيمان، لا في ركعات.

قال الحسن البصري: استوى الناس في العافية فإذا نزل البلاء تباينوا.

<<  <   >  >>