للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإذا رأيت إخوانك يكرمونك ويعظمونك فقل: هذا فضل أخذوا به، وإذا رأيت منهم تقصيرًا فقل: هذا ذنب أحدثته.

هذا في أمر الآخرة أما في أمر الدنيا وشرفها فكما قال عروة بن الزبير: التواضع أحد مصائد الشرف، وكل ذي نعمة محسود عليها إلا التواضع. لأنها تثمر ثمرة يشرف المرء بها على قومه ومن حوله؛ وذلك طاعة لله عز وجل، وامتثالاًَ لأمره، ومعرفة بنعمته وفضله.

قال بعض الحكماء: ثمرة القناعة الراحة، وثمرة التواضع المحبة.

أخي الحبيب: أين نحن من هؤلاء؟

كان الحسن بن علي رضي الله عنهما: يمر بالسؤال وبين أيديهم كسر، فيقولون: هلم إلى الغداء يا ابن رسول الله، فكان ينزل ويجلس على الطريق ويأكل معهم ويركب، ويقول: إن الله لا يحب المستكبرين (١).

وكان عثمان رضي الله عنه يلي وضوء الليل بنفسه، فقيل له: لو أمرت بعض الخدم فكفوك، قال: لا. الليل لهم يستريحون فيه (٢).

وعن عمرو بن قيس: أن عليًا رضي الله عنه رئي عليه إزار مرقوع فعوتب في لبوسه، فقال: يقتدي به المؤمن، ويخشع القلب (٣).


(١) الإحياء ٢/ ٢٦٢.
(٢) تأريخ الخلفاء، ص ١٥٣.
(٣) التواضع والخمول لابن أبي الدنيا ص ١٦٥.

<<  <   >  >>