للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نقبلها (١).

وقال رجل لأبي حنيفة رحمه الله: اتق الله! !

فانتفض واصفر، وأطرق وقال: جزاك الله خيرًا، ما أحوج الناس كل وقت إلى ما يقول هذا (٢).

الله أكبر! الأول خليفة والآخر عالم زمانه وهذا جوابهم، واليوم يخشى البعض وهو يقول ناصحًا لعامة الناس: اتقوا الله أن يصيبه من بذاءة ألسنتهم وفحش ألفاظهم.

ولست أرى السعادة جمع مال

ولكن التقي هو السعيد

وتقوى الله خير الزاد ذخرًا

وعند الله للأتقى مزيد

أخي المسلم:

واعلم أن الزمان لا يثبت على حال كما قال عز وجل: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} (٣).

فتارة فقر، وتارة غنى، وتارة عز، وتارة ذل، وتارة يفرح الموالي، وتارة يشمت الأعادي.

فالسعيد من لازم أصلاً واحدًا على كل حال، وهو تقوى الله عز وجل، فإنه إن استغنى زانته، وإن افتقر فتحت له أبواب الصبر،


(١) تأريخ عمر لابن الجوزي، ص ١٧٦.
(٢) السير ٦/ ٤١٥.
(٣) سورة آل عمران، الآية: ١٤٠.

<<  <   >  >>