للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثلاثة أصهار إذا حمد الصهر

لكل أبٍ بنت يراعي شئونها

فبعل يراعيها وخدر يكفها ... وقبر يواريها وأفضلها القبر (١)

روي عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها أنها قالت: تزوجني الزبير وما له في الأرض من مال ولا مملوك ولا شيء غير فرسه وناضحه فكنت أعلف فرسه وأكفيه مؤنته وأسوسه وأدق النوى لناضحه وأعلفه وأستقي الماء وأخرز غربه وأعجن وكنت أنقل النوى على رأسي من ثلثي فرسخ حتى أرسل إلي أبو بكر بجارية فكفتني سياسة الفرس فكأنما أعتقني (٢).

وقال أبو هاشم الزاهد: أخذ المرء نفسه بحسن الأدب تأديب أهله (٣).

فإن من حسن خلقه وجمل أفعاله رأى ذلك في تصرفاته وأفعال أهله، وهل هو إلا صورة لمنزله ينعكس ضوءه فينير دروب الزوجة والأبناء؟

وفي حسن العشرة وكمال الخلق تسير مركبة الأسرة في بحور من نور كل منهم يشد الآخر ويدله على طريق الآخرة، يتجاوز عن زلله ويصفح عن خطئه.

قال عمرو بن العاص: لا أمل ثوبي ما وسعني، ولا أمل


(١) أدب الدنيا والدين (١٦٢).
(٢) القصة رواها البخاري فتح الباري (٩/ ٣١٩).
(٣) صفة الصفة (٢/ ٣٠٦).

<<  <   >  >>