للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فالعجب لمطلق يؤثر القيد، ومستريح يؤثر التعب.

فإن كانت تلك المرأة تحتاج أن تحفظ فالويل له لا قرار له ولا سكون، وإن كانت من المتبرجات اللواتي لا يؤمن فسادهن فذاك هلاكه بمرة.

فلا هو إن نام يلتذ بنومه، ولا إن خرج من الدار يأمن محله، وإن كانت تريد نفقة واسعة وليس له فكم يدخل مدخل سوء لأجلها؟ وإن كانت تؤثر الجماع وقد علت سنة فذاك الهلاك العظيم، وإن كانت تبغضه فما بقيت من أسباب تلفه بقية، فيكون هذا ساعيًا في تلف نفسه.

وهذا على الحقيقة كعابد صنم.

فليتق الله من عنده امرأة لا بأس بها: وليعرض عن حديث النفس ومناها فما له منتهى.

ولو حصل له غرضه كما يريد وقع الملل وطلب ثالثة، ثم يقع الملل ويطلب رابعة، وما لهذا آخر، إنما يفيده ذلك في العاجلة تعلق قلبه وأسر لبه، فيبقى كالمبهوت.

فكره كله في تحصيل ما يريد محبوبه، فإن جرت فرقة أو آفة فتلك الحسرات الدائمة إن بقي أو التلف عاجلا.

وأين المستحسن المصون الدين القنوع بمن يحبه هذا أقل من الكبريت الأحمر.

فلينظر في تحصيل ما يجمع معظم الهم، ولا يلتفت إلى سواد

<<  <   >  >>