للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واجب إعفافها وسترها.

جاءت امرأة عليها ثوب قد نفض من الصبغ فسألت حسان بن أبي سنان، فقال لشريكه هكذا وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى فذهب شريكه يزن درهمين قال: زن لها مائتين فقالوا: يا أبا عبد الله، كنت ترضى بذا، كذا وكذا من سائل، فقال: إني ذهبت في شيء لم تذهبوا فيه، إني رأيت بها بقية من الشباب، وخشيت أن تحملها الحاجة على بعض ما يكره (١).

أنعم به من مال يصون به عرض أخته المسلمة التي يرى فيها حاجة ويخشى عليها من الانحراف، كم من مسلمة يقوم بهذا العمل اليوم؟

كان بعض السلف يقول: أتراك ترحم من لم يقر عينيه بمعصيتك حتى علم أن لا عين تراه غيرك؟

وقال بعضهم: ابن آدم إن كنت حيث ركبت المعصية لم تصف لك من عين ناظرة إليك، فلما خلوت بالله وحده صفت لك معصيتك، ولم تستح منه حياءك من بعض خلقه، ما أنت إلا أحد رجلين: إن كنت ظننت أنه لا يراك فقد كفرت، وإن كنت علمت أنه يراك فلم يمنعك منه ما منعك من أضعف خلقه لقد اجترأت (٢).

قال مجرز أبو القاسم الجلاب: حدثني سعدان قال: أمر قوم


(١) حلية الأولياء (٣/ ١١٦).
(٢) جامع العلوم والحكم (١٦١).

<<  <   >  >>