للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الضراء (١).

وقد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت ... ويبتلي الله بعض القوم بالنعم (٢)

أخي الكريم: إذا فجعتك المصائب ونزلت بك الهموم وادلهمت بك الطرق وأظلمت عليك الدروب من حوادث الدنيا المقدرة .. فإن عليك بمنزلة الرضا لما قدر الله وقضى فإنها المنزلة الأولى ..

فارض بقضاء الله وقدره {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا}.

والدرجة الثانية: الصبر على البلاء وهذه لمن لم يستطع الرضا بالقضاء, فالرضا فضل مندوب إليه مستحب, والصبر واجبٌ على المؤمن حتم.

والفرق بين الرضا والصبر, أن الصبر كف النفس وحبسها عن السخط مع وجود الألم وتمني زوال ذلك, وكف الجوارح عن العمل بمقتضى الجزع, والرضا انشراح الصدر وسعته بالقضاء وترك تمني زوال الألم وإن وجد الإحساس بالألم, لكن الرضا يخففه ما يباشر القلب من روح اليقين والمعرفة, وإذا قوي الرضا فقد يزيل الإحساس بالألم بالكلية (٣).


(١) الفتاوى ١٤/ ٣٠٥.
(٢) موارد الظمآن ٢/ ٧٥.
(٣) جامع العلوم والحكم باختصار ١٩٤.

<<  <   >  >>