للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

درجة.

ومن صبر عن المعصية خوفاً من الله ورجاء ما عنده كتب الله له تسعمائة درجة (١).

وقال ميمون بن مهران: الصبر صبران: فالصبر على المصيبة حسن, وأفضل منه الصبر عن المعصية (٢).

واحتمال الأذى فهو الصبر ولكنه أشق, وهو بضاعة الصديقين, وشعار الصالحين وحقيقته أن يؤذى المسلم في ذات الله -تعالى- فيصبر ويتحمل, فلا يرد السيئة بغير الحسنة, ولا ينتقم لذاته (٣).

والله -جل وعلا- يجازيه على صبره: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (٤).

أخي المسلم:

إن الشخص البالغ العاقل ما دام في دار التكليف والأقلام جارية عليه, لا يستغني عن الصبر في حالة من الأحوال, فإنه بين أمرٍ يجب عليه امتثاله, والصبر لا بد منه قولاً وفعلاً, وبين نهي يجب عليه اجتنابه وتركه, والصبر لا بد له منه, وبين قضاء وقدر يجب عليه الصبر فيهما, وبين نعمة عليه شكر المنعم عليها والصبر عليه, وإذا


(١) عدة الصابرين ٩٧.
(٢) تسلية أهل المصائب ١٩٣.
(٣) الصبر وأثره ١٩.
(٤) الزمر: ١٠.

<<  <   >  >>