للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولنستمع إلى التوجيه النبوي الكريم: "إذا أصاب أحدكم همّ أو لأواء, فليقل: الله الله ربي لا أشرك به شيئاً".

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "المصائب والأمراض والأحزان في الدنيا جزاء".

ومن عرف حقيقة الدنيا وعرف أن الله يختار للعبد ما فيه خيرٌ له رضي بذلك فإن الله أرحم الراحمين وأحكم الحاكمين.

قال عمر -رضى الله عنه-: ما أبالي أصبحت على عسر أو يسر لأني لا أدري أيهما خيرٌ لي (١).

وفي الأثر: يا ابن آدم: البلاء يجمع بيني وبينك, والعافية تجمع بينك وبين نفسك (٢).

والله تبارك وتعالى يبتلي عبده ليسمع شكواه وتضرعه ودعاءه وصبره ورضاه بما قضاه عليه, فهو سبحانه وتعالى يرى عباده إذا نزل بهم ما يختبرهم به من المصائب وغيرها, ويعلم خائنة أعينهم وما تخفي صدورهم, فيثيب كل عبد على قصده ونيته, وقد ذم الله تعالى من لم يتضرع إليه ولم يستكن له وقت البلاء كما قال تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} (٣).


(١) الإحياء ٣/ ٣٣٦.
(٢) تسلية أهل المصائب ٢٣٧.
(٣) تسلية أهل المصائب ٢٢٩.

<<  <   >  >>