للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بابنك (١).

ولنسمع عن فضل الله وإحسانه على عباده.

عن أبي بكر قال: إن المسلم ليؤجر في كل شيء حتى في النكبة وانقطاع شسعه, والبضاعة تكون في كمه فيفقدها, فيفزع لها فيجدها في غبة (٢).

وقد مات لعقبة ابن يقال له: يحيى فلما نزل في قبره قال له رجل: والله إن كان لسيد الجيش فاحتسبه, فقال والده: وما يمنعني أن أحتسبه وكان من زينة الحياة الدنيا, وهو اليوم من الباقيات الصالحات (٣).

أخي الكريم: لينظر المصاب في كتاب الله وسنة رسول الله فيجد أن الله تعالى أعطى لمن صبر ورضي ما هو أعظم من فوات تلك المصيبة بأضعاف مضاعفة, وأنه لو شاء لجعلها أعظم مما هي .. ومن أنفع الأمور للمصاب. أن يطفئ نار مصيبته ببرد التأسي بأهل المصائب, وليعلم أنه في كل قرية ومدينة بل في كل بيت من أصيب فمنهم من أصيب مرة, ومنهم من أصيب مراراً, وليس ذلك بمنقطع حتى يأتي على جميع أهل البيت حتى نفس المصاب فيصاب, أسوة أمثاله ممن تقدمه, فإنه إن نظر يمنة فلا يرى إلا محنة, وإن نظر يسرة


(١) تسلية أهل المصائب ١٢٨.
(٢) تاريخ الخلفاء ٩٦.
(٣) تسلية أهل المصائب ٤٢.

<<  <   >  >>