للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

المرتبة الأولى: التسخط وهو على أنواع:

النوع الأول: أن يكون بالقلب كأن يتسخط على ربه يغتاظ مما قدره الله عليه, فهذا حرام, وقد يؤدي إلى الكفر قال تعالى:

{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ}.

النوع الثاني: أن يكون التسخط باللسان كالدعاء بالويل والثبور وما أشبه ذلك, وهذا حرام.

النوع الثالث: أن يكون التسخط بالجوارح كلطم الخدود, وشق الجيوب, ونتف الشعور وما أشبه ذلك وكل هذا حرام منافٍ للصبر الواجب.

المرتبة الثانية:

الصبر وهو كما قال الشاعر:

والصبرُ مثل اسمه مر مذاقته ... لكن عواقبه أحلى من العسل

فيرى أن هذا الشيء ثقيل عليه لكنه يتحمله, وهو يكره وقوعه ولكن يحميه من السخط, فليس وقوعه وعدمه سواء عنده, وهذا واجب لأن الله تعالى أمر بالصبر فقال: {وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.

المرتبة الثالثة: الرضا بأن يرضى الإنسان بالمصيبة بحيث يكون وجودها وعدمها سواء فلا يشق عليه وجودها, ولا يتحمل لها حملاً ثقيلاً, وهذه مستحبة وليست بواجبة على القول الراجح, والفرق

<<  <   >  >>