للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشريعة.

القسم الرابع: ما يعطيه أجراً على الاستخدام, فإن الأعمال التي يحتاج إليها الإنسان لمهنة أسبابها كثيرة, ولو تولاها بنفسه ضاعت أوقاته, وتعذر عليه سلوك الآخرة بالفكر, والذكر, اللذين هما أعلى مقامات السالك, ومن لا مال له يفتقر إلى أن يتولى خدمة نفسه بنفسه, فكل ما يتصور أن يقوم به غيرك, ويحصل بذلك غرضك, فإن تشاغلك به غبن؛ لان احتياجك إلى التشاغل بما لا يقوم به غيرك من العلم والعمل والذكر والفكر أشد.

النوع الثالث: ما لا يصرفه الإنسان إلى معين, لكن يحصل به خيراً عاماً, كبناء المساجد والقناطر, والوقوف المؤبدة. فهذه جملة فوائد المال في الدين, سوى ما يتعلق بالحظوظ العاجلة ومن الخلاص من ذلك السؤال, وحقارة الفقر, والعز بين الخلق والكرامة في القلوب, والوقار (١).

أخي المسلم:

كان السلف يخشون النعم أن تكون استدراجاً لهم, ولهذا قال بعضهم: من سأل الله الدنيا فإنما يسأل طول الوقوف للحساب (٢).

وكان أبو الدرداء يقول: اللهم إني أعوذ بك من تفرقة القلب قيل: وما تفرقة القلب؟ قال: أن يوضع لي في كل نفق مالاً (٣).


(١) منهاج القاصدين ص ٢١٤ وما بعدها.
(٢) الإحياء ٢/ ٢٢٤.
(٣) صفة الصفوة ١/ ٦٣٩.

<<  <   >  >>