للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والأطفال, والوالدين من الذنوب العظيمة فعن وهب بن جابر قال: شهدت عبدالله بن عمرو بن العاص في بيت المقدس وأتاه مولى له فقال: إني أريد أن أقيم هذا الشهر هاهنا -يعني رمضان- قال له عبدالله: هل تركت لأهلك ما يقوتهم؟ قال: لا, قال: أمّا لا فراجع, فدع لهم ما يقوتهم, فإني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت" (١).

وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نظر إلى رجل فأعجبه, قال: "هل له من حرفة؟ " فإن قالوا: لا, سقط من عينه, قيل: وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال: "لأن المؤمن إذا لم يكن ذا حرفة تعيَّش بدينه" (٢).

والمسلم يؤجر على قوت عياله كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "دينارٌ أنفقته في سبيل الله, دينارٌ أنفقته في رقبة, ودينارٌ تصدَّقت به على مسكين, ودينارٌ أنفقته على أهلك, أعظمها أجراً الذي أنفقته على أهلك" (٣).

وروي عن سفيان الثوري -رحمه الله- أنه قال: عليك بعمل الأبطال. الكسب من الحلال, والإنفاق على العيال.

وكان إذا أتاه الرجل يطلب العلم سأله هل لك وجه معيشة؟ فإن أخبره أنَّه في كفاية, أمره بطلب العلم, وإن لم يكن في كفاية


(١) رواه أبو داود.
(٢) كتاب الجامع ١/ ٣٤.
(٣) رواه مسلم.

<<  <   >  >>