للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وإلا النار مثواه وتبًا

له تبًا بعد الممات

وكانوا من شدة الحرص على الصلاة وعلى الطاعات نراهم يتسابقون إلى المساجد حال النداء فهو كما قال الشاعر:

تراه يمشي في الناس خائفاً وجلاً ... إلى المساجد هونًا بين أطمار

وحالنا اليوم خلاف ذلك، ونرى البون الشاسع والفارق الكبير بين عباد الأمس ورجال اليوم، فهناك الكثير اليوم ممن لم يدخل المسجد قبل الأذان أو معه بل إن البعض قد يموت وهو لم يدخل المسجد بل يدخل به للصلاة عليه.

وهذا الاهتمام بأمر الصلاة الذي نراه في واقع حياتهم من حضورهم إلى المساجد مبكرين ومحافظتهم على الصف الأول نراه استجابة لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لا يجدوا إلى أن يستهموا عليه لاستهموا عليه» (١).

وحافظ على هذا الخير الكثير من سلف الأمة فكان بشر بن الحسن يقال له (الصفي) لأنه كان يلزم الصف الأول في مسجد البصرة خمسين سنة.

وانقلبت الأمور وتغيرت المفاهيم وندر من يحافظ على هذا الواجب العظيم والخير العميم.


(١) متفق عليه.

<<  <   >  >>