للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أخي الحبيب .. أين نحن من هؤلاء؟ ! !

موت التقي حياة لا انقطاع لها ... قد مات قوم وهم في الناس أحياء (١)

ورغم تلك العناية بالصلاة وشدة المحافظة عليها فإن عثمان بن أبي دهرش، قال: ما صليت صلاة قط إلا استغفرت الله تعالى من تقصيري فيها.

ولنر ماذا يقولون عن صلاتهم .. ورسم حالهم؟ فقد قال معاوية بن مرة: أدركت سبعين رجلاً من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - ولو خرجوا فيكم اليوم ما عرفوا شيئًا مما أنتم عليه اليوم إلا الأذان (٢).

أما ميمون بن مهران فقد قال: لو نشر فيكم رجل من السلف ما عرف إلا قبلتكم، هذا في القرون الأولى -فماذا عنا نحن-.

أخي الكريم:

زماننا لاح للعاقل تغيره ولاح للبيب تبدله، يبس ضرعه بعد الغزارة، وذبل فرعه بعد النضارة، ونحل عوده بعد الرطوبة، وبشع مذاقه بعد العذوبة.

لنرى صورة أخرى معبرة عن أدائهم للصلاة فعندما سئل حاتم الأصم -رضي الله عنه- عن صلاته فقال: إذا حانت الصلاة


(١) تاريخ بغداد ١٣/ ٢٠٧.
(٢) حلية الأولياء ٢/ ٢٩٩.

<<  <   >  >>