للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مَحْسُورًا} (١)؛ أي تلام على ما فعلت, لأنه في غير طريقه, (محسوراً) فارغ اليد.

وإخباره أنه لا يحب المسرفين, دليل على أنه يحب المقتصدين, ففي هذه الآية إثبات صفة المحبة لله, وأنها تتعلق بما يحبه الله من الأشخاص والأعمال والأحوال كلها, فسبحان من جعل كتابه كنوزاً للعلوم النافعة المتنوعة (٢).

والإسراف أخي المسلم هو الزيادة التي لا وجه لها, مثل زيادة الطعام والشراب بلا حاجة.

وأما التبذير فهو: صرف الأموال في غير وجهها, إما في المعاصي, وإما في غير فائدة لعباً وتساهلاً بالأموال ..

وكلا الأمرين -الإسراف والتبذير- مذمومان بنص كتاب الله عز وجل .. قال الله تعالى: {وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} (٣) , وقال في الإسراف: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (٤).

ثم تأمل نهاية الأكل وإلى أين يصير؟ هذه مولاة لداود الطائي تخدمه, فقالت له: لو طبخت لك دسماً تأكله؟ قال: وددت, فطبخت له دسماً ثم أتت به, فقال لها: ما فعل أيتام بني فلان؟ قالت:


(١) سورة الإسراء, الآية: ٢٩.
(٢) المجموعة السعدية ٨/ ٤٥٣.
(٣) سورة الإسراء, الآيتان: ٢٦، ٢٧.
(٤) سورة الأعراف, الآية: ٣١.

<<  <   >  >>