للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الناقة, ويرد لها الماء, ويغير عليها ألوان الثياب, وينسى أن الرفقة قد سارت فإنه يبقى في البادية فريسة للسباع هو وناقته.

ولا وجه أيضاً للتقصير في تناول الحاجة, لأن الناقة لا تقوى على السير إلا بتناول ما يصلحها, فالطريق السليم هى: أن يؤخذ من الدنيا ما يحتاج إليه من الزاد للسلوك وإن كان مشتهى, فإن إعطاء النفس ما تشتهيه عون لها وقضاء لحقها (١).

قال علي بن أبي طالب: ليس الخير أن يكثر مالك وولدك, ولكن الخير أن يكثر عملك ويعظم حلمك, ولا خير في الدنيا إلا لأحد رجلين: رجل أذنب ذنوباً فهو يتدارك ذلك بتوبة, ورجل يسارع في الخيرات, ولا يقلُّ عملٌ في تقوى, كيف يقلُّ ما يُتقبّل (٢).

وعليك أخي الكريم بوصية سفيان الثوري عندما سأله رجل فقال: أوصني, قال: اعمل للدينا بقدر بقائك فيها, وللآخرة بقدر بقائك فيها. والسلام (٣).

قال مؤمل: دخلت على سفيان وهو يأكل طباهج (اللحم المشرح) ببيض, فكلمته في ذلك, فقال: لم آمركم أن تأكلوا طيباً,


(١) مختصر منهاج القاصدين, ص ٢١١.
(٢) صفة الصفوة ١/ ٣٢١.
(٣) حلية الأولياء ٧/ ٥٦.

<<  <   >  >>