للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وندب - صلى الله عليه وسلم - مع الإقلال من الأكل والاكتفاء ببعض الطعام إلى الإيثار بالباقي منه, فقال: "طعام الواحد يكفي الاثنين, وطعام الاثنين يكفي الثلاثة, وطعام الثلاثة يكفي الأربعة".

فأحسن ما أكل المؤمن في ثلث بطنه وشرب في ثلث وترك للنفس ثلثاً؛ فإن كثرة الشرب تجلب النوم وتفسد الطعام.

قال سفيان: كل ما شئت ولا تشرب, فإذا لم تشرب لم يجئك النوم.

وقال بعض السلف: كان شباب يتعبدون في بني إسرائيل, فإذا كان فطرهم قام عليهم قائم فقال: لا تأكلوا كثيراً فتناموا كثيراً فتخسروا كثيراً.

وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه يجوعون كثيراً ولا يشربون كثيراً يتقللون من أكل الشهوات, وإن كان ذلك لعدم وجود الطعام, إلا أن الله لا يختار لرسوله إلا أكمل الأحوال وأفضلها, ولهذا كان ابن عمر يتشبه به في ذلك مع قدرته على الطعام وكذلك أبوه من قبله.

وفي الصحيحين عن عائشة قالت: "ما شبع آل محمد - صلى الله عليه وسلم - من خبز شعير يومين متتابعين حتى قبض".

وخرج البخاري عن أبي هريرة قال: "ما شبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من طعام ثلاثة أيام حتى قبض". وعنه قال: "خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الدنيا ولم يشبع من خبز شعير".

وفي صحيح مسلم عن عمر أنه خطب فذكر ما أصاب الناس

<<  <   >  >>