للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العبد ليعطى كتابه يوم القيامة فيرى فيه حسنات لم يكن عملها فيقول يا رب، من أين لي هذا؟

فيقول: هذا بما اغتابك الناس وأنت لا تشعر (١).

فيا عجبا ندري بنار وجنة ... وليس لذي نشتاق أو تلك نحذر

إذا لم يكن خوف ولا شوق ولا حيا ... فماذا بقي فينا من الخير يذكر

ولسنا صابرين ولا بلى ... فكيف على النيران يا قوم نصبر

وفوت جنات الخلد أعظم حسرة ... على تلك فليتحسر المتحسر

روى خالد الربعي قال: كنت في المسجد الجامع، فتناولوا رجلاً، فنهيتهم عن ذلك، فكفوا وأخذوا في غيره، ثم عادوا إليه، فدخلت معهم في شيء من أمره، فرأيت تلك الليلة في المنام كأني أتاني رجل أسود طويل، ومعه طبق عليه قطعة من لحم خنزير، فقال لي: كل، فقلت: آكل لحم خنزير؟ والله لا آكله فانتهرني انتهارًا شديدًا، وقال: قد أكلت ما هو شر منه، فجعل يدسه في فمي، حتى استيقظت من منامي، فوالله لقد مكثت ثلاثين يومًا أو أربعين يومًا، ما أكلت طعامًا، إلا وجدت طعم ذلك اللحم ونتنه في فمي (٢).

وذكر عن إبراهيم بن أدهم، أنه قال: يا مكذب، بخلت بدنياك على أصدقائك وسخوت بآخرتك على أعدائك، فلا أنت فيما بخلت به معذور، ولا أنت فيما سخوت به محمود (٣).


(١) تنبيه الغافلين (١٧٧).
(٢) تنبيه الغافلين (١٧٧).
(٣) تنبيه الغافلين (١٧٧).

<<  <   >  >>