للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أخي الحبيب:

خل جنبيك لرام ... وأمض عنه بسلام

مت بداء الصمت خير ... لك من داء الكلام (١)

والكثير بحمد الله، تتحرك الكلمة على لسانه وتضطرم في صدره ولكنه يمنعها مخافة من الله عز وجل ورغبة فيما عنده أولئك الأحبة الذين قدموا الباقية على العاجلة، جعلنا الله منهم ورزقنا نصيبًا من صمتهم وسكوتهم عما حرم الله.

ذكر عن عيسى ابن مريم عليه السلام: أنه قال لأصحابه: أرأيتم لو أتيتم على رجل قائم، قد كشف الريح عند بعض عورته كنتم تسترون عليه؟

قالوا: نعم قال: بل كنتم تكشفون البقية، قالوا: سبحان الله، كيف نكشف البقية.

قال: أليس يذكر عندكم الرجل، فتذكرونه بأسوأ ما فيه، فأنتم تكشفون بقية الثوب عن عورته.

حمانا الله وإياكم كشف عورات المسلمين وهتك أعراضهم والخوض فيها، باللسان وغيره.

اعلم أخي أن الذكر باللسان إنما حرم لأن فيه تفهيم الغير نقصان أخيك وتعريفه بما يكرهه فالتعريض به كالتصريح، والفعل فيه كالقول، والإشارة والإيماء والغمز والهمز والكتابة والحركة،


(١) تاريخ بغداد (١٤/ ١٩٣).

<<  <   >  >>