للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الانطلاقة الثالثة والعشرون]

امرأة تخرج ابنها الشاب وعين مدرسا في قرية يخيم عليها الجهل ومع هذا بكت وبكت، وسارع الأب ملهوفا حزينا لمن عرف ومن لم يعرف حتى يعود الابن لأحضان أمه ويترك أمر تعليم الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور.

لأمهات الرجال ومنجبات الأبطال .. كففي دمعك وتأملي في حال أمهات من حملوا راية هذا الدين وسقوا الأرض بدمائهم لا ببكائهم.

أخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي: أن امرأة دفعت إلى ابنها يوم أحد السيف فلم يطق حمله، فشدته على ساعده بنسعة، ثم أتت به النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله هذا ابني يقاتل عنك.

فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أي بني احمل ها هنا، احمل ها هنا".

فأصابته جراحة، فصرع فأتي به النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أي بني لعلك جزعت".

قال: لا، يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (١).

والمشهد الثاني لشباب الأمة وفتيانها .. يرويه سمرة بن جندب حيث يقول: كان رسول الله يعرض غلمان الأنصار فيلحق من أدرك منهم.

فعرضت عاما فألحق غلاما وردني فقلت يا رسول الله: لقد


(١) قال الحاكم صحيح الإسناد المستدرك (٢/ ٦٠).

<<  <   >  >>