للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الانطلاقة الحادية والثلاثون]

الأبناء هم فلذات الأكباد وهم رجال الأمة في المستقبل وقد حذر الله عز وجل من التفريط في أمر دعوتهم والعناية بهم قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُو أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ .. } هذا في أعظم أمر بعد الشهادتين.

انطلق بنا لنرى حال صغار سلف الأمة وكيف هي عنايتهم بأمر صلاة الصغار والسؤال عنها.

قال أبو الدرداء لابنه: يا بني، ليكن المسجد بيتك، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن المساجد بيوت المتقين، فمن كانت المساجد بيوته، ضمن الله له بالروح والرحمة والجواز على الصراط إلى الجنة" (١).

وروى عبد الرزاق، عن مجاهد قال: سمعت رجلا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا أعلمه إلا من شهد بدرًا قال لابنه: أدركت الصلاة معنا؟ قال: أدركت التكبيرة الأولى؟ قال: لا، قال: لم فاتك منها خير من مائة ناقة، كلها سود العين (٢).

وذكر الذهبي عن مروان عن يعقوب عن أبيه، أن عبد العزيز بن مروان بعث ابنه عمر إلى المدينة، يتأدب بها، وكتب إلى صالح بن كيسان يتعاهد، وكان يلزمه الصلوات فأبطأ يوما عن الصلاة،


(١) الزهد لهناد.
(٢) المصنف لعبد الرزاق.

<<  <   >  >>