للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يقدر عليها ويحال بينه وبينها، إما بمرض أو موت أو غير ذلك من العلل والآفات.

قال أبو حازم: إن بضاعة الآخرة كاسدة يوشك أن تنفق فلا يوصل منها إلى قليل ولا كثير، ومتى حيل بين الإنسان والعمل ولم يبق له إلا الحسرة والأسف عليه ويتمنى الرجوع إلى حال يتمكن فيها من العمل فلا تنفعه الأمنية (١)

ولنر الإمام الشافعي كيف استفاد من وقته فقد جزأ-رحمه الله- الليل إلى ثلاثة أجزاء: الثلث الأول يكتب والثلث الثاني يصلي والثلث الثالث ينام (٢)

وكان الحسن يقول: ما مر يوم على ابن آدم إلا قال له: ابن آدم، إني يوم جديد، وعلى ما تعمل فيَّ شهيد، وإذا ذهبت عنك لم أرجع إليك، فقدم ما شئت تجده بين يديك، وأخر ما شئت فلن يعود أبداً إليك (٣)

تؤمل في الدنيا طويلاً ولا تدري ... إذا جن ليل هل تعيشُ إلى الفجر

فكم من صحيحٍ مات من غير علةٍ ... وكم من مريض عاش دهرًا إلى دهر (٤)

كثير باتوا ولم يروا ضوء الفجر التالي وكثير أشرقت عليهم


(١) جامع العلوم والحكم ٤٦٨.
(٢) صفة الصفوة ٢/ ٢٥٥.
(٣) الحسن البصري ١٤٠.
(٤) موارد الظمآن ٢/ ٢٤٥.

<<  <   >  >>