للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجديدها يبلى ونعيمها يفنى وشبابها يهرم (١)

ومن شدة محافظتهم على الوقت استفادوا حتى من اللحظات القليلة التي ربما تضيع في المشي والجري فقد أوصى بعض السلف أصحابه فقال .. إذا خرجتم من عندي فتفرقوا لعل أحدكم يقرأ القرآن في طريقه, ومتى اجتمعتم تحدثتم (٢)

والعجب تجد الشاب يجري ساعات طوال ولايؤدي السنن الراتبة وربما أهمل في الفريضة.

أيام عمرك تذهب ... وجميع سعيك يكتب

ثم الشهيد عليك ... منك فأين المهرب؟ (٣)

أما أوقات العمل الضائعة فقد استعدوا لها واستفادوا منها .. فهذا ابن الجوزي يشرح تلك الحال ويحكي لنا كيف استفاد من الوقت في حضور البطالين (٤) فيقول: لما رأيت أن الزمان أشرف شئ, والواجب انتهازه بفعل الخير, كرهت ذلك وبقيت معهم بين أمرين: إن أنكرت عليهم وقعت وحشة لموضع قطع المألوف وإن تقبلته منهم ضاع الزمن, فصرت أُدافع اللقاء جهدي, فإذا غُلبت قصَّرت في الكلام لأتعجل الفراق, ثم أعددت أعمالاً لا تمنع من


(١) الزهد للبيهقي ١٩٧.
(٢) صيد الخاطر ٦٢٠.
(٣) السير ١٨/ ١١٦.
(٤) فارغي النفوس والعقول.

<<  <   >  >>