للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المحادثة لأوقات لقائهم لئلا يمضي الزمان فارغاً .. فجعلت من المستعد للقائهم قطع الكاغد (١) , وبري الأقلام, وحزم الدفاتر, فإن هذه الأشياء لابد منها, ولا تحتاج إلى فكر وحضور قلب, فأرصدتها لأوقات زيارتهم لئلا يضيع شيء من وقتي (٢)

وكان تقي الدين المقدسي لا يضيع شيئاً من زمانه, كان يصلي الفجر ويلقن القرآن وربما لقن الحديث, ثم يقوم فيتوضأ ويصلي ثلاثمائة ركعة إلى قبيل الظهر, فينام نومة فيصلي الظهر فينام نومة فيصلي العصر ويشتغل بالتسميع أو النسخ الى المغرب فيفطر إن كان صائماً ويصلي إلى العشاء, ثم ينام الى نصف الليل أو بعده, ثم يتوضأ ويصلي إلى قريب الفجر وربما توضأ سبع مرات أو أكثر ويقول: تطيب لي الصلاة ما دامت أعضائي رطبة ثم ينام نومة يسيرة قبل الفجر, وهذا دأبه (٣)

وقال موسى بن إسماعيل .. لو قلت لكم: إني ما رأيت حماد بن مسلمة ضاحكاً قط لصدقتكم, كان مشغولاً بنفسه إما أن يحدث وإما يقرأ وإما يسبح, وإما أن يصلي, كان يقسم النهار على هذه الأعمال (٤)


(١) وهو الورق
(٢) صيد الخاطر ٣٠٦.
(٣) تذكرة الحفاظ ٤/ ١٣٧٦.
(٤) صفة الصفوة ٣/ ٣٦٢، وحلية الأولياء ٦/ ٢٥٠.

<<  <   >  >>