للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا يعوض بشئ كان الوقت أنفس وأثمن ما يملك الإنسان , وترجع نفاسة الوقت إلى أنه وعاء لكل عمل وكل نتاجٍ, فهو في الواقع رأس المال الحقيقي للإنسان فرداً أو مجتمعاً.

إن الوقت ليس من ذهب فقط كما يقول المثل الشائع, بل هو أغلى في حقيقة الأمر من الذهب واللؤلؤ والماس, ومن كل جوهر نفيس, وحجر كريم. (١)

ما مضى من الأعمار ما قيمته وأهميته لننظر في ذلك بعين المحاسب والناقد لنفسه ..

قال الحجاج بن أبي عيينة: كان جابر بن زيد يأتينا في مصلانا, فأتانا ذات يوم عليه نعلان خلقان, فقال: مضى من عمري ستون سنة, نعلاي هاتان أحب إليَّ مما مضى. إلا يك خيراً قدمته (٢)

يا نفس كفي عن العصيان واكتسبي ... فعلاً جميلاً لعل الله يرحمني (٣)

أخي الحبيب:

لله على العبد في كل عضو من أعضائه أمرٌ, وله عليه فيه نهيُّ, وله فيه نعمة, وله به منفعة ولذة, فإن قدم لله في ذلك العضو بأمره واجتنب فيه نهيه فقد أدى شكر نعمته عليه فيه وسعي في تكميل


(١) الوقت للقرضاوي باختصار ١٠ - ١١.
(٢) حلية الأولياء ٣٠/ ٨٨.
(٣) موارد الظمآن ٣/ ٤٩٣.

<<  <   >  >>