للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الموت يطلب جنابك، ولعلمت هول المطلع، ووالله لفزعت وذُهلت، هذا وأنت بحال الدنيا، فكيف والأمر جد، ومن الموت لا بد .. نزل بساحة من سبقنا وله منزل بساحتنا حتى نقدم على الله عز وجل .. وما ظنك بهذا القدوم .. وكيف تجهزت له؟ ! إنه قدوم على الله بعد مسير في هذه الدنيا وضرب في أطراف وحساب لأزمانها وأوقاتها وذنوبها وحسناتها .. إنه حساب لا يدع مثقال ذرة إلا أحصاها ولا أقل من ذلك ولا أكثر إلا في كتاب.

سُئل أبو حازم: كيف القدوم على الله؟ قال: أما المطيع فكقدوم الغائب على أهله المشتاقين إليه، وأما العاصي فكقدوم الآبق على سيده الغضبان.

أخي الحبيب ...

عش ما بدالك سالمًا ... في ظل شاهقة القصور

يُسعى عليك بما أشتهـ ... ـيت لدى الرواح وفي البكور

فإذا النفوس تقعقعت ... في ضيق حشرجة الصدور

فهناك تعلم موقنًا ... ما كنت إلا في غرور

[أخي الحبيب ..]

حريٌ بنا أن نعي قول العلاء بن زياد الغدوي: ليُنِزلَ أحدكم نفسه أنه قد حضره الموت فاستقال ربه -تعالى- نفسه فأقاله، فليقل بطاعة (١).


(١) حلية الأولياء: (٢/ ٢٤٤).

<<  <   >  >>