للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والموت يمر عبر السطور .. وتقشعر له النفوس .. نتمنى أن ينتهي الحديث عن الموت .. لكن يا رفيق الرحلة بقي خطوات قليلة .. تعال لنرى عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- وهو يقول: لو فارق ذكر الموت قلبي ساعة لفسد (١).

عجبًا لهم أمة فيها قلوب حية وآذنًا مستمعة .. الله المستعان الموت لا يفارق ذهنه ساعة، ونحن لا نصبر على سماع شيء عن الموت ولو شطر ساعة .. بل ربما بعضهم يقوم من المكان الذي فيه ذكرٌ للموت وحديث عن الاحتضار .. وما ذاك إلا من الغفلة والحرص على الدنيا ونعيمها الزائل .. هذا وهو حديث في مكانٍ مُنعم بالنعم ..

ولغلبة الهوى والنفوس والبعد عن الآخرة ومن باب الموعظة والتذكير.

كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: أكثروا من ذكر النار فإن حرها شديد وقعرها بعيد، ومقامعها حديد (٢).

ولما حضرت الوفاة الفضيل بن عياض -رحمه الله- غشي عليه، ثم أفاق وقال: يا بعد سفري وقلة زادي (٣).

وكان مطرف بن عبد الله يقول: إن هذا الموت قد أفسد على أهل النعيم نعيمهم، فاطلبوا نعيمًا لا موت فيه (٤).


(١) العاقبة: (٣٩).
(٢) الحسن البصري: (١٠٨).
(٣) العاقبة: (١٣٣).
(٤) صفة الصفوة: (٣/ ٢٢٤).

<<  <   >  >>