للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وينظر إليها، ويقول: {مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ} سورة الحاقة، الآيتان: ٢٨، ٢٩.

من منا ينتقي أكفانه ويضعها في بيته .. بل ربما لو وجد البعض ثوبًا يشبه الكفن في بيته لأخرجه .. فلا داعي له وهل الموت قريب ليستعد له .. ؟ !

تنام ولم تنم عنك المنايا ... تنبه للمنية يا نؤومُ

أخي الحبيب .. لا تقف عن القراءة استمر لحظات وانظر في حال من سبقك واعتبر بحالهم فإن من أتى بعدك سيعتبر بحالك! !

لما احتضر عبد الرحمن بن الأسود بكى، فقيل له .. فقال: أسفًا على الصلاة والصوم .. ولم يزل يتلو حتى مات (١).

والخروج من هذه الدنيا خروج بكفن وعمل صالح، تُحمل ملفوفًا بكفن تاركًا وراءك قصورًا شيدتها ودورًا بنيتها، فيها أحباب وأصحاب، وزوجات وأبناء.

وكل هذا لديك ولكنك ترحل بكفن .. أرأيت كيف هوان الدنيا ونهايتها؟ قال عمر بن الخطاب لابنه: اقتصدوا في كفني فإن كان لي عند الله خيرٌ أبدلني ما هو خيرٌ منه، وإن كانت على غير ذلك سلبني فأسرع سلبي .. واقتصدوا في حفرتي .. فإنه إن كان لي عند الله خيرٌ أوسع لي منها مد بصري .. وإن كنت على غير ذلك ضيقها


(١) الثبات عند الممات: (٩٢).

<<  <   >  >>