للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخناجر فأرسلت امرأة من بني النضير إلى أخ لها من الأنصار مسلم تخبره بأمر بني النضير، فأخبر أخوها النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يصل إليهم، فرجع، وصبّحهم بالكتائب فحصرهم يومه، ثم عدا على بني قريظة فحاصرهم فعاهدوه، فانصرف عنهم إلى بني النضير، فقاتلهم حتى نزلوا على الجلاء، وعلى أن لهم ما أقلت الإبل إلا السلاح، فاحتملوا حتى أبواب بيوتهم، فكانوا يخربون بيوتهم بأيديهم فيهدمونها، ويحملون ما يوافقهم من خشبها. وكان جلاؤهم ذلك أول حشر الناس إلى الشام" وكذا أخرجه عبد بن حُميد في تفسيره عن عبد الرازق، وفي ذلك رد على ابن التين في زعمه أنه ليس في هذه القصة حديث بإسناد. قلت (ابن حجر): فهذا أقوى مما ذكر ابن إسحاق من أنّ سبب غزوة بني النضير طلبه - صلى الله عليه وسلم - أن يعينوه في دية الرجلين، لكن وافق ابن إسحاق جُلّ أهل المغازي، فالله أعلم (٣) " ا. هـ كلام ابن حجر.

وأخرجه أبو داود بنحوه وفيه: "فأرسلوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - اُخرج إلينا في ثلاثين رجلًا من أصحابك، وليخرج منا ثلاثون حَبْرًا حتى نلتقي بمكان المنصف، فيسمعوا منك، فإنْ صدّقوك وآمنوا بك، آمنا بك فقصّ خبرهم (*) فلماّ كان الغد عدا عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالكتائب ... (٤) ".


(٣) فتح الباري (٧/ ٣٣١، ٣٣٢).
(*) في جامع الأصول: "فأعلمه جبريل بكيدهم" (٨/ ٢١٩).
(٤) وصححه الأرناؤوط في تخريجه جامع الأصول. وكذا سلمان العودة كما سبق في الحديث عن ميثاق المدينة.

<<  <   >  >>