للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (١٦) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ} [الحشر: ١٦ - ١٧] (٥).

وقال سيد قطب -رحمه الله-: "وفي هذا الحادث نص قراني يثبت منه أن الشيطان زين

للمشركين أعمالهم ... ولكننا لا نعلم الكيفية التي زين لهم بها أعمالهم،

والتي قال لهم بها: لا غالب لكم اليوم من الناس واني جار لكم، والتي

نكص بها كذلك وقال ما قاله بعد ذلك (٦) ".

وروى الطبراني في (الكبير) - كما قال الهيثمي - عن رفاعة بن رافع قال:

"لما رأى إبليس ما تفعل الملائكة بالمشركين يوم بدر، أشفق أن يخلص القتل

إليه، فتشبّث به الحارث بن هشام، وهو يظنه سراقة بن مالك، فوكز في

صدر الحارث فألقاه، ثم خرج هاربًا حتى ألقى نفسه في البحر، ورفع يديه

وقال: اللهم إني أسألك نظرتك إياي، وخاف أن يخلص إليه القتل، فأقبل أبو

جهل بن هشام، فقال: يا معشر الناس، لا يهزمنُكم خذلان سراقة إياكم،

فإنه كان على ميعاد مع محمَّد، ولا يهولنكم قتل عتبة وشيبة والوليد، فإنهم

قد عجلوا، فواللات والعزى، لا نرجع حتى نقرنهم بالجبال، ولا ألفين رجلًا

منكم قتل رجلًا منهم، ولكن خذوهم أخذًا حتى نُعَرِّفهم سوء صنيعهم من

مفارقتهم إياكم ورغبتهم عن اللات والعزى .. " ثم قال الهيثمي: "فيه

عبد العزيز بن عمران، وهو ضعيف .. (٧) ". ا. هـ وأكثر الأئمة على أنه

متروك.


(٥) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، مؤسسة الرسالة. الطبعة الثالثة ١٤١٧ هـ.
(٦) في ظلال القرآن (٣/ ١٥٣) دار العلم، جدة، الطبعة الثانية عشرة ١٤٠٦ هـ
(٧) مجمع الزوائد (٦/ ٧٧).

<<  <   >  >>