للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في شأن شاس بن قيس وما صنع: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ (٩٨) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}. وأنزل الله في أوس بن قيظى، وجبّار بن صخر ومن كان معهما من قومهما الذين صنعوا ما صنعوا عما أدخل عليهم شاس بن قيس من أمر الجاهلية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} إلى قوله تعالى: {وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (٤).

والقصّة كما ترى ذكرها ابن إسحاق -رحمه الله- بدون إسناد، قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في (الإصابة) في ترجمة أوس بن قبطي (كذا في الإصابة): "وروى أبو الشيخ في تفسيره من طريق ابن إسحاق، قال: حدثني الثقة عن زيد بن أسلم، قال: مرّ شاس بن قيس وكان يهوديًا .. " وساق الخبر مختصرا، ثم قال -رحمه الله-: "والحديث طويل أنا اختصرته، وإسناده مرسل وفيه راوٍ مبهم، أخرجه أبوعمر (٥) ".

وقال الزيلعي: وذكره الثعلبي في تفسيره عن زيد بن أسلم من غير سند ... وكذلك الواحدي في أسباب النزول له (٦).وكذا قال المناوي (٧).

وقال الهيثمي: "رواه الطبراني، وفيه إبراهيم بن أبي الليث، وهو متروك (٨) ". ولم يذكر الإِمام ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره للآيات السابقة وما قبلها هذه القصة، رغم عنايته -رحمه الله- بذكر أسباب النزول.


(٤) الروض الأنف (٤/ ٣٥٨ - ٣٦٠).
(٥) الإصابة (١/ ٩٨).
(٦) تخريج أحاديث الكشاف (١/ ٢٠٩).
(٧) الفتح السماوي (١/ ٣٩٠).
(٨) مجمع الزوائد (٦/ ٣٢٧).

<<  <   >  >>