للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأخرج مسلم: "ان أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال في نفر فقالوا: والله ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها، قال: فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم. .. " قال النووي-رحمه الله-: "وهذا الإتيان لأبي سفيان كان وهو كافر في الهدنة بعد صلح الحدييبة .. (٦) ".

وجاء في شرح الأُبّي: "قلت: الظاهر أن هذا كان قبل إسلامه؛ ولذا قال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدها، ولم يقل أتقولون ذلك لرجل مسلم (٧) ". ولا ريب أنه لم يكن قد أسلم، لكن متى كانت هذا القصة؟.

الظاهر أنها بعد أخذ حرس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - له، كما في رواية البخاري السابقة وفيها: "فأدركوهم فأخذوهم .. فأسلم أبو سفيان .. ". ولم يكن إسلامه فور أخذه، بل بعد ذلك لما حُبس بمضيق الوادي وشهد جنود الله تمرّ أمامه، أشبه ما يكون اليوم بالعرض العسكري، وقال في آخر هذا العرض للعباس: "لقد أصبح ملك ابن أخيك اليوم لعظيم، فقال له العباس: ويحك يا أبا سفيان، إنها النبوة، قال: فنعم إذًا .. " وهو خبر طويل، أخرجه ابن إسحاق (٨)، وأخرج الشيخان طرفًا منه، كما سبق، وساقه ابن حجر بطوله في (المطالب العالية) وعزاه إلى إسحاق بن راهوية، وقال: "هذا حديث صحيح (٩) " وصححها الشيخ الألباني، وقال: "وهو أصح وأتم ما وقفت عليه مسندًا في قصة فتح مكة حرسها الله (١٠) " وحسّنها الشيخ سلمان العودة (١١).


(٦) فضائل سلمان وصهيب وبلال (١٦/ ٦٦ نووي).
(٧) شرح الأُبي على مسلم (٨/ ٤٣٢).
(٨) الروض الأُنف (٧/ ٦٠).
(٩) المطالب العالية (٤/ ٢٤٨).
(١٠) السلسلة الصحيحة رقم ٣٣٤١.
(١١) الغرباء الأولون (١/ ٢١٦).

<<  <   >  >>