للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[اذهبوا فأنتم الطلقاء]

قال ابن إسحاق -رحمه الله-: "فحدثني بعض أهل العلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قام على باب الكعبة فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، أَلا كل مأْثرة أو دم أو مال يدّعى فهو تحت قدميّ هاتين إلا سدانة البيت وسقاية الحاج ... ثم قال: يا معشر قريش ما ترون أني فاعل فيكم؟ قالوا: خيرًا، أخ كريم، وابن أخ كريم، قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء (١٢) ".

قال الحافظ العراقي -رحمه الله-: "رواه ابن أبي الدنيا في كتاب العفو وفي ذم الغضب، ومن طريقه رواه ابن الجوزي في الوفاء وفيه ضعف (١٣) ". وذكره ابن السبكي في الأحاديث التي لم يجد لها إسنادًا في إحياء علوم الدين (١٤).

وضعفه الشيخ الألباني -رحمه الله- بقوله: " .. وهذا سند ضعيف مرسل. لأن شيخ ابن إسحاق لم يدرك أحدًا من الصحابة، بل هو يروي عن التابعين وأقرانه، فهو مرسل أو معضل (١٥) " وكذا ضعفه في تخريجه لأحاديث (فقه السيرة) (١٦) وقال رده على البوطي: "هذا الحديث على شهرته ليس له إسناد ثابت .. (١٧) ".

ولا ريب أنه - صلى الله عليه وسلم - قد أمّن أهل مكة على أنفسهم بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن ألقى السلاح فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن (١٨) " وهو أمر لم يعرف التاريخ، ولن يعرف له مثيلًا في العفو والصفح. أكثر من


(١٢) الروض الأنف (٧/ ٣٤).
(١٣) تخريج أحاديث إحياء علوم الدين (٤/ ١٨٢٥).
(١٤) طبقات الشافعية (٦/ ٣٢٣).
(١٥) سلسله الأحاديث الضعيفة (٣/ ٣٠٨)
(١٦) ص ٣٨٢.
(١٧) دفاع عن الحديث النبوي، والسيرة ص ٣٢.
(١٨) رواه مسلم (١٢/ ١٣٣ نووي).

<<  <   >  >>