للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الإِمام الذهبي -رحمه الله-: "الذي استقر عليه الأمر أن ابن إسحاق صالح الحديث، وأنه في المغازي أقوى منه في الأحكام (٥) ".

وأكثر هذه المرويات قد أشار أهل العلم رحمهم الله إلى ضعفها، وعدم ثبوتها، ومن أجل من نقدها، وبيّن حالها: مؤرخ الإِسلام الإِمام الحافظ أبو عبد الله الذهبي -رحمه الله- خاصة في كتابيه العظيمين: (تاريخ الإِسلام) و (سير أعلام النبلاء)، ثم تبعه على ذلك: تلميذه الإِمام الحافظ إسماعيل ابن كثير -رحمه الله- في تاريخه المشهور: (البداية والنهاية) في القسم الخاصّ بالسيرة، وهو من أطول المصنّفات في السيرة النبوية، وأكثرها فائدة. وكذا الإِمام الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني -رحمه الله- خاصة في كتابه العُجاب: (فتح الباري) وكتابه: (الإصابة).

ومن المعاصرين: الشيخ الإِمام الألباني، خاصة في سلسلتيه النافعتين: الصحيحة، والضعيفة، وكتابه: (إرواء الغليل) وكتابه في الردّ على البوطي ومنهم الدكتور الفاضل: أكرم العمري، خاصة في كتابه: (السيرة النبوية الصحيحة). والشيخ محمَّد رزق بن طرهوني، في كتابه: (السيرة الذهبية).

وقد حرصت عند تضعيف إحدى الروايات أن أُبيّن ما يغني عنها مما صحّ. وأنا راجع عن كل رواية تبيّن ثبوتها، فالحكمة ضالة المؤمن، والحقّ أحقّ أن يُتّبع والتزمت -غالبًا- أن أُصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - عند ذكره، وأنّ أترضّى عن الصحابة - رضي الله عنهم -، وأترحّم على أهل العلم -رحمهم الله-، مستحضرًا المقولة اللطيفة التي قالها أبو محمَّد التميمي رحمه الله: "ما لكم تأخذون العلم عنّا وتستفيدونه منّا ثم لا تترحمون علينا؟ (٦) ".

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

محمد بن عبد الله العوشن

الرياض في ١/ ٧/ ١٤٢٨ هـ

ص. ب ٢٥٦٦٣

الرياض ١١٤٧٦

[email protected]


(٥) تاريخ الإِسلام (١٤١/ ٥٩١)
(٦) قضاة الأندلس، ص ١٣٣.

<<  <   >  >>